المنتخب السعودي- بين العشق والنقد، نحو التأهل بعقلانية

المؤلف: أحمد الشمراني09.07.2025
المنتخب السعودي- بين العشق والنقد، نحو التأهل بعقلانية

لا يُمكنني الجَزم بأن محبتي للمنتخب السعودي تفوق شغف أصغر مُشجع، ولا أزعم الدخول في مُفاضلة من هو الأكثر عِشقًا، فجميعنا مُتساوون في هذا الحُب، لكن البعض يجمع بين حُب المنتخب وشغف النادي المُفضل، وهذا لا يُؤثر إطلاقًا على جوهر الانتماء. انطلقتُ بهذه المُقدمة البسيطة، بعيدًا عن المُبالغات والتنميق، لأصل إلى ما أود قوله وسط هذا الضجيج العارم، ضجيج الانتقادات والاعتراضات، وهدفي ليس السير عكس التيار لمُجرد الشهرة، ولا الانسياق مع المُترددين، بل هو خيار نابع من تفكير عميق، ولا أدعي الصواب المُطلق، فربما أكون مُخطئًا، وهذا ما سيُحدده تقبّل المُتلقي أو رفضه لما أقوله. بدايةً، يجب أن نُقر بأن خوض الملحق لم يكن ضمن توقعاتنا كجمهور، ولكن بعد أن أصبح أمرًا واقعًا، يجب أن نتعامل معه بمنتهى الحكمة والتعقل، وهذا التعقل لم ألمسه بعد مباراتنا مع أستراليا، على الرغم من أن نتيجتها لم تُغير شيئًا في الوضع، وأتحدث هنا بمنطق كرة القدم الواقعي، وليس بمنطق الأوهام التي بناها البعض على المُستحيل. وأقصد بالمُستحيل هو تحقيق فوز بخمسة أهداف نظيفة، وهو ما يبدو صعبًا للغاية. ردة فعل الخسارة بلغت مستويات مُبالغة عند أولئك الذين كانوا ينتظرونها بفارغ الصبر، حتى أن العبارات أصبحت مُتشنجة للغاية. أما ضحية البرامج التلفزيونية المسائية فكان سالم الدوسري، بسبب إضاعته لضربة جزاء، وكأن هذه الضربة تحديدًا هي التي قادتنا إلى الملحق، وفي هذا الطرح لا أهدف إلى الدفاع عن المنتخب أو عن سالم، بل أصف واقع ردة فعل غير مُبررة، وأكرر أنها غير مُبررة لأن النتيجة لم تُغير شيئًا في نهاية المطاف. عندما تفقدت منصة (إكس)، وجدت ما هو أسوأ من السوء، الأسماء تختلف ولكن العبارات تتشابه، سخرية لاذعة من أعضاء الاتحاد، وهجوم ضار على كل من له صلة بالاتحاد، وإذا اختلف معهم أحد المغردين، كما في حالتي، اعتبروه جزءًا من مُؤامرة مُدبرة بليل. ختامًا.. المنتخب الوطني سيتجاوز هذه المرحلة الصعبة ويتأهل، والأيام ستثبت ذلك.

سياسة الخصوصية

© 2025 جميع الحقوق محفوظة